بعد أن هزم السلطان السلجوقي "ألب أرسلان" البيزنطيين وفتح أبواب الأناضول أمام الأتراك في معركة "ملاذ كرد" في القرن الحادي عشر غدا الشرق وجهته في سبيل فتوحات جديدة. وهناك غزا "ألب" قلعة بيرزيم الشهيرة قبل أن يتم اغتياله ليتولى العرش بعد ذلك، مجبرا، السلطان "ملك شاه" الذي، وفي نفس اليوم، تلقى نبأ وفاة زوجته "باشولو" تاركة له ابنهم حديث الولادة "سنجر". ألا أنه وفي سبيل النجاح في الحكم قام "ملك شاه" بالتخلي عن ابنه، فوضعه تحت وصاية الوزير نظام الملك. لقد آلمه ذلك كثيرا، الا أنه لم يطالب حتى برؤية ابنه بعد ذلك اليوم. فترعرع "سنجر" بعيدا عن أبيه ودُرب على يد نظام الملك ورفاق جده "ألب أرسلان" الذين جعلوا منه بطل حقيقي، ليصبح بعد عدة سنوات الحارس الشخصي للسلطان "ملك شاه" الذي لم يتعرف على ابنه برغم إدراك الأخير لتلك الحقيقة. وتحت حكم "ملك شاه" صارت دولة السلاجقة، التي ورثها عن والده، دولة عظمى ذات قوة جبارة، فكان ذوو العلم كالغزالي وعمر الخيام ويوسف حمداني من أعظم مناصريها، هذا من جهة، ومن أخرى فقد كثر أعدائها مع تعاظم قوتها. استغلت الدولة الباطنية بقيادة "حسن الصباح" صراع السلاجقة الدائم مع االبيزنطيين والفاطميين فانقضت عليها. فحالت كل تلك الصراعات المتمثلة بتهديد الباطنية وغزو الفاطميين للقدس وهجوم الدولة الصليبية بين الأب وابنه واستمر الحال على ما هو عليه.
من ناحية أخرى، فإن "تركان" زوجة ملك شاه ذات الأصول الخراسانية الملكية سعت للسيطرة على الحكم مستغلة موقعها كزوجة السلطان لتصطدم بمعارضة كل من "سفرية" والدة السلطان وسيدة الدولة الأولى، وزوجة تابار بن ملك شاه "جوهر"، والفتاة "التشين" ذات الأصول الأناضولية، التي وصلت حديثا الى القصر، كل هذا ساهم في إثارة الفوضى بين نساء القصر. فتتوالى الأحداث بوجود عدو السلاجقة اللدود "حسن الصباح" والمؤامرات المدبرة من قبل "تركان" للسيطرة على الدولة، وعلاقة الحب العاصفة الذي جمعت "تورنا" و"سنجر" فكل ما سبق شكل رحلة ملحمية ممزوجة بالحب والأسرار والصراع.